صفحة:الأدب الكبير.pdf/25

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ١٧ –

عن أهل الفضل، وما شغَلتَ من ليلك ونهارك في غير الحاجة أزرى بك عند الحاجة منك إليه.

اعلم أنَّ من الناس ناسًا كثيرًا يبلغ من أحدهم الغضبُ — إِذا غَضِب — أنْ يحمله ذلك على الكُلُوح١ والقُطُوب٢ في وجه غير مَن أغضَبَه، وسوءِ اللفظ لمَن لا ذنْبَ له، والعقوبةِ لمن لم يكن يَهِمُّ بمعاقبته، وشدَّةِ المعاقبة باللسان واليدِ لمَنْ لم يكن يُريد به إلَّا دُونَ ذلك. ثم يبلغ به الرِضَى — إذا رضي — أنْ يتبرَّع بالأمر ذي الخطر٣ لمَنْ ليس بمنزلة ذلك عنده، ويُعطي مَن لم يكن يُريد إعطاءَه، ويُكْرِمَ مَنْ لم يُرد إكرامه ولا حقَّ له ولا مودَّةَ


  1. الكلوح والكلاح "بضم الكاف فيهما" التكشر في عبوس.
  2. القطوب هو الجمع بين العينين في حالة الغضب.
  3. العظيم القدر والقيمة.
(٢)