صفحة:الأدب الكبير.pdf/24

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ١٦ –

الحقّ؛ وأنَّ كرامتك لا تُطيق العامَّةَ كلها١، فتَوَخَّ بها أهل الفضل؛ وأنَّ قلبك لا يتسع لكل شيء، ففرِّغه للمهم؛ وأنَّ ليلك ونهارك لا يستوْعبان حاجاتك (وإنْ دأبتَ فيهما)؛ وأنْ ليس لك إلى إدامة الدأب فيهما سبيلٌ مع حاجة جسدك إلى نصيبه منهما. فأحْسِنْ قسمتهما بين عملك ودَعَتِك.

واعلم أنَّ ما شَغَلْتَ من رأيك بغير المهم أزرَى بك في المهم، وما صَرَفْتَ من مالك في الباطل فَقَدْتَهُ حين تُريدُهُ للحقّ، وما عدَلْتَ به من كرامتك إلى أهل النقص أضرَّ بك في العجز


  1. في النسخة السلطانية: حملها. "وبفتح اللام" فصححناها على حسب ما اقتضاه المقام وانتظام السياق. ولم يرد هذا الحرف في بقية النسخ.