صفحة:الأدب الكبير.pdf/26

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ١۸ –

عنده.

فاحذر هذا الباب الحذَرَ كلَّه! فإنّه ليس أحدٌ أسوأَ فيه حالًا من أهل السلطان الذين يُفْرِطون باقتدارهم في غضبهم وبتسرَّعهم في رضاهم. فإنّه لو وُصِفَ بهذه الصفة مَن يُلْتَبَسُ بعقله أو يتخبَّطه المَسُّ أنْ يُعاقِبَ عند غضبه غيْرَ مَن أغضبه ويَحْبو عند رضاه غير مَن أرضاه، لكان جائزًا ذلك في صفته.

بَابُ

اعلم أنَّ المُلك ثلاثةٌ: مُلْكُ دِينٍ، ومُلْكُ حزمٍ، ومُلْكُ هوًى.

فأمَّا مُلْكُ الدِّين فإنه إذا أقام للرعية دينهم — وكان دينهم هو الذي يُعطيهم الذي لهم ويُلْحِق بهم الذي عليهم — أرضاهم ذلك،