صفحة:الأدب الكبير.pdf/17

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ٩ –

واعلم أنَّ من العَجَب١ أنْ يُبتلى الرجل بالسلطان، فيريد أنْ ينتقص من ساعات نصَبه وعمله، فيزيدها في ساعات دَعَتِه وفَراغه وشهوته وعبثه ونومه.

وإنما الرأيُ له والحقُّ عليه أنْ يأخذ لعمله من جميع شُغْله، فيأخُذَ له من طعامه وشرابه ونومه وحديثه ولَهْوِهِ ونسائه قدْرَ ما يكونُ به إصلاح جسمه وتقويةٌ له على إتمام عمله.

وإنما تكون الدَّعة٢ بعد الفراغ.


    فكان لقبه سلطان الملوك واستمر الحال على ذلك حتى تولى الناصر صلاح الدين وزارة مصر في أيام الخليفة الأخير من الفواطم فتلقب بالسلطان تشبها بنور الدين الشهيد. وعنه انتقل هذا اللقب إلى الأبوين فالمماليك البحرية فالمماليك البرجية. وفي أثناء هذه الدولة الأخيرة ارتفع شأن الدولة العثمانية بفتح القسطنطينية فكان سلاطين مصر وأهلها يخاطبون صاحب التاج فيها بلفظ الأمير في الرسميات وأما الكتاب والمؤرخون فكانوا يعبرون عنهم بابن عثمان فقطر. وبقي الحال على ذلك حتى افتتح العثمانيون بلاد مصر فانحصر اللقب فيهم إلى الآن بأوسع معانيه، أي ملك الملوك ، كما كانت الحال في مصر قبل زوال دولتها على عهد الغوري رحمه الله.

  1. هكذا وردت هذه الكلمة في جميع النسخ ولعل الصواب "العيب". وبذلك يستقيم المعنى.
  2. أي الراحة والسكون.