صفحة:الأدب الكبير.pdf/16

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ۸ –

القسم الأول


۱ – آداب السلطان


بَابُ


إن أبتليت بالسلطان١ فتعوّذ بالعلماء.


  1. لفظة السلطان في كتابات المتقدمين "وفي جملتهم ابن المقفع" لغاية عصر الخليفة هارون الرشيد لا تدل على المعنى المعروف في أيامنا هذه. بل تدل فقط على السلطة وولاية أمور الناس وتدبير أمور الجمهور. ثم اطلقوها على كل إنسان يتولى شيئًا من أعمال الحكومة. فهي عند المتقدمين بمعنى الوالي والحاكم وصاحب الأمر. وهارون الرشيد هو أول من اعطى لقب السلطان لوزيره جعفر، تشريفًا له على سائر البرامكة الذين كانوا يلقبون بالملوك "كما أفاده في صبح الأعشى — في باب الألقاب". ولكن اللقب بنو بويه وبنو سلجوق عند استبدادهم بالخلافة العباسية ببغداد. ومن هنا لك انتقل هذا اللقب إلى سلاطين آل عثمان وإن كان أهل مصر لم مترفوا لهم بهذا اللقب إلا بعد أن فتح الترك ديار مصر وانتعوها من المماليك. وذلك أن أهل مصر في أيام الفاطميين كانوا يسمون الوزراء بالملوك وبألقاب أخرى هي في منتهى التفخيم وقد روى أن أحد من الوزراء تولى الإسكندرية