صفحة:الأدب الكبير.pdf/18

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ١٠ –

فإذا تقلَّدْتَ شيئًا من أمر السلطان فكن فيه أحد رجلين:

إمَّا رجلًا مغتبطًا به، محافظًا عليه مخافةَ أنْ يزول عنه؛

وإمَّا رجلًا كارهًا له مُكرَهًا عليه. فالكاره عاملٌ في سُخرةٍ: إمَّا للملوك، إنْ كانوا هم سلَّطوه؛ وإمَّا لله تعالى ،إنْ كان ليس فوقه غيرُه.

وقد عَلِمْتَ أنه مَن فرَّط في سخْرَة الملوك أهلكوه. فلا تجعلْ للهلاك على نفسك سلطانًا ولا سبيلًا.

وإياك — إذا كنتَ واليًا — أنْ يكونَ من شأنك حبُّ المدح والتزكيةِ، وأنْ يعرف الناس ذلك منك، فتكون ثُلْمَةً١ من الثُّلَمِ يتقحَّمون عليك منها، وبابًا يفتتحونك منه، وغيبةً


  1. الثلمة ج تلم الحلل في الحائط وغيره وهي الفرجة التي تكون في الحائط وما شابهه بسبب الهدم أو الكسر.