تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ١٢٩ –
بَابُ
قد رأينا من سُوء المجالسة أنَّ الرجل تثقُلُ عليه النعمة يراها بصاحبه. فيكون ما يشتفي بصاحبه — في تصغير أمره وتكدير النعمة عليه — أنْ يذكر الزوال والفناء والدوَل، كأنَّهُ واعظٌ وقاصٌّ. فلا يخفى ذلك على من يُعنَى به، ولا غيره. ولا يُنَزَّل قولُهُ بمنزلة الموعظة والإبلاغ، ولكن بمنزلة الضَّجَر من النعمة — إذا رآها لغيره — والاغتمامِ بها والاستراحةِ إلى غير رَوْحٍ.
∴
وإني مخْبرك عن صاحبٍ لي، كان من أعظم الناس في عيني. وكان رأسُ ما أعظمَهُ في عيني صِغَرَ الدنيا في عينه. كان خارجًا
(٩)