صفحة:الأدب الكبير.pdf/138

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ١٣٠ –

من سلطان بطنه، فلا يتشهَّى ما لا يجد ولا يُكثر إذا وَجَدَ؛ وكان خارجًا من سلطان فَرْجِهِ، فلا يدعو إليه ريبة١ ولا يستخفُّ له رأيًا ولا بدنًا؛ وكان خارجًا من سلطان لسانه، فلا يقول ما لا يَعْلَمُ ولا ينازع فيما يعلم؛ وكان خارجًا من سلطان الجهالة فلا يُقْدِمُ أبدًا إلا على ثقةٍ بمنفعةٍ. كان أكثَرَ دهره صامتًا، فإذا نطق بَذَّ الناطقين. كان يُرَى متضاعفًا مستضْعَفًا، فإذا جاء الجِدُّ فهو الليث عاديًا. كان لا يدخُل في دَعْوى، ولا يشترك في مِراءٍ، ولا يُدْلي بحُجَّة، حتى يَرى قاضيًا عَدْلًا وشُهودًا عُدُولًا. وكان لا يلوم أحدًا على ما قد يكون العذر في مثله، حتى يعلم ما اعتذاره. وكان لا يشكو وجعًا إلَّا إلى مَن يرجو عنده البُرْءَ. وكان لا يستشير صاحبًا إلى من يرجو عنده النصيحة. وكان لا يتبرَّم، ولا يتسخَّط ولا يتشهَّى،


  1. في ش: مؤونة.