صفحة:الأدب الكبير.pdf/136

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ١٢۸ –

واعلم أنَّ الناس يَخْدعون أنفُسَهم بالتعريض والتوقيع بالرجال في التماس مثَالبهم ومَساويهم، وتنقصهم١. وكلُّ ذلك أبْيَنُ عند سامعيه من وَضَحَ الصُّبْحِ. فلا تكونَنَّ من ذلك في غرور، ولا تجعلنَّ نفسك من أهله.

بَابُ

اعلم أنَّ مِن تنكُّب الأمور ما يُسمَّى حَذَرًا، ومنه ما يُسمَّى خَوَرًا. فإن استطعت أنْ يكون لحينِك من الأمر قبل مواقعتك إياه، فافعلْ. فإنّ هذا الحَذَرُ. ولا تنغَمِس فيه ثم تتهَيَّبُهُ، فإنّ هذا هو الخَوَرُ. فإنَّ الحكيم لا يخوض نهرًا حتى يعلم مقدار قَغْرِه.


  1. في ش، ع: ونقيصتهم