صفحة:الأدب الكبير.pdf/126

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ١١٨ –

بالعلم، والجافي بالفقه، والعييِّ بالبيان، لم تَزِدْ على أنْ تُضيِّعَ عِلمك وتُؤْذي جليسك، بحَمْلك عليه ثِقْلَ ما لا يَعْرِفُ وغمِّك إِياه بمثل ما يغتمُّ به الرجُل الفصيحُ من مخاطبة١ الأعجم٢ الذي لا يفقه عنه.

واعلمْ أنَّه ليس من عِلمٍ تذكرُهُ عند غير أهله إِلَّا عابوه٣ ونصبوا له ونقضوه عليك وأبغضوك عليه، وحَرَصوا على أنْ يجعلوه جهلًا، حتى إنَّ كثيرًا من اللهو واللّعِبِ الذي هو أخَفُّ الأشياء على الناس لَيَحْضُره من لا يعرفُهُ، فيثْقُلُ عليه ويغتَمُّ به.

بَابُ

ليعْلمْ صاحبُك أَنك تُشْفِق عليه وعلى أصحابه٤! وإيَّاك إِنْ


  1. في النسخة السلطانية: مخالطة.
  2. في ش ع: الأعجمي.
  3. في ش ع: عادوه.
  4. في ش ع: ليعلم صاحبك انك حَدِبٌ على صاحبه. والمعنى متعطف عليه)