صفحة:الأدب الكبير.pdf/117

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
ثمة مشكلة عند تصحيح هذه الصفحة.
– ١٠٩ –

شأْنه الحِرصُ على الإخبار، ولا سيّما ما يَرتاع الناس له. فأكْثَرُ الناسِ مَن يُحدِّث بما سمع، ولا يبالي ممن سمِعَ. وذلك مَفْسَدة للصدق ومَزْرَأَة بالمُرُوءة.

فإن استطعتَ أنْ لا تُخبِرَ بشيءٍ إلَّا وأنت به مصدِّقٌ (لا يكون تصديقك إلَّا ببرهانٍ)، فافعل. ولا تقل كما يقول السفهاء: «أُخْبِرُ بما سمِعْتُ.»

فإن الكَذِبَ أكثرُ ما أنت سامِعٌ، وإنَّ السُّفَهاء أكثرُ مَن هو قائلٌ. وإنَّك إنْ صِرتَ للأحاديث١ واعيًا وحاملًا، كان ما تَعِي وتحملُ عن العامَّة أكثرَ مما يَخترعُ المخترعُ بأضعافٍ.


  1. في النسخة السلطانية: للأكاذيب.