صفحة:الأدب الكبير.pdf/116

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ١٠۸ –

وإمَّا رائعة.

فإذا أعجَبتْك، كنتَ خليقًا أنْ تحفظها. فإِنَّ الحفظ موكَّلٌ بما مَلُحَ ورَاعَ. وستحرِصُ على أنْ تُعْجَبَ منها الأقوامُ. فإِن الحِرْص على التعجُّب من شأن الناس. وليس كل مُعْجِب لك مُعجِبًا لغيرك.

فإذا نَشَرْتَ ذلك المرَّة والمرَّتين، فلم تَرَهُ وَقَعَ من السامعين موقعَه منك، فانزجرْ عن العودة. فإنَّ العَجُّبَ من غيْر عَجَبٍ سُخْفٌ شديدٌ.

وقد رأيْنا من الناس مَن تعلَّق بالشيء ولا يُقْلعُ عنه وعن الحديث به، ولا يمنعه قِلَّة قبول أصحابه له من أنْ يعود إليه ثم يعود.

ثمَّ انظُرِ الأخبار الرَّائعة١ فتحفَّظ منها. فإنّ الإنسان من


  1. أي احترس منها.