صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/99

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٩٣-

تحاكي زنبقة قطع عنقها حد المنجل، وفتى يشابه غرسة ضعيفة لوت قامتها الثلوج، وجميعنا مثل ألعوبة بين أصابع الدهر.

وتحرك الشيخ إذ ذاك بين اللحف ومد يده النحيلة نحو سلمى، وبصوت أودعه كل ما في قلب الأب من الرِّقَة والرأفة، وكل ما في الصدر العليل من السقم والألم قال «ضعي يدك في يدي يا سلمى»

فمدت يدها وألقتها بين أصابعه فضمّها بلطف ثم زاد قائلًا: لقد شبعت من السنين يا ولدي، قد عشت طويلًا وتلذذت بكل ما تثمره الفصول، وتمتعت بكل ما تبرزه الأيام والليالي، قد لاحقت الفراش صبيًّا وعانقت الحب فتى وجمعت المال كهلًا، وكنت في هذه الأدوار سعيدًا مغتبطًا … فقدت أمكِ يا سلمى قبل أن تبلغي الثالثة، ولكنها أبقتْكِ لي كنزًا ثمينًا، فكنت تَنْمِين بسرعة نموَّ الهلال