صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/100

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٩٤-

وتنعكس على وجهك ملامح أمك مثلما تنعكس أشعة النجوم في حوض ماء هادئ، وتظهر أخلاقها ومزاياها بأعمالك وأقوالك ظهور الحليّ الذهبية من وراء النقاب الرقيق، فتعزَّيْت بكِ يا ولدي لأنكِ كنتِ مثلَها جميلة وحكيمة … والآن قد صرت شيخًا طاعنًا وراحة الشيوخ بين أجنحة الموت الناعمة، فتعزيْ يا ولدي لأنني بقيت لأراك امرأة كاملة، وافرحي لأني سأبقى بك حيًّا بعد موتي. إن ذهابي الآن هو مثل ذهابي غدًا أو بعده، لأن أيامنا مثل أوراق الخريف، تتساقط وتتبدد أمام وجه الشمس، فإن أسرعت بي الساعات إلى الأبدية فلأنها علمت بأن روحي قد اشتاقت إلى لقاء أمك...

لفظ الكلمات الأخيرة بنغمة مفعمة بحلاوة الحنين والرجاء، ولاحت على وجهه المنقبض أشعة شبيهة بذلك النور الذي ينبثق من أجفان الأطفال، ثم مدَّ يده بين