صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/97

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٩١-

أمام المصاعب والمتاعب لهو أشرف من تقهقرها إلى حيث الأمن والطمأنينة. فالفراشة التي تظلّ مرفرفة حول السراج حتى تحترق هي أسمى من الخلد الذي يعيش براحة وسلامة في نَفَقِهِ المظلم. والنواة التي لا تحتمل برد الشتاء وثورات العناصر لا تقوى على شق الأرض ولن تفرح بجمال نيسان … هلمي نَسِرْ يا سلمى بقدم ثابتة على هذه الطريق الوعرة رافعين أعيننا نحو الشمس كيلا نرى الجماجم المطروحة بين الصخور، والأفاعي المنسابة بين الأشواك، فإن أوقفنا الخوف في منتصف الطريق أسمعتنا أشباح الليل صراخ الاستهزاء والسخرية، وإن بلغنا قمة الجبل بشجاعة تترنم معنا أرواح الفضاء بأنشودة النصر والاستظهار … خففي عنك يا سلمى وجففي دموعك، وأخفي هذه الكآبة الظاهرة على محيّاك، وقومي نجلس بجانب فراش والدك لأن حياته من حياتك وشفاءه بابتسامتك.