صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/93

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٨٧-

الموت، ولكن أليست المرأة الضعيفة هي رمز الأمة المظلومة؟ أليست المرأة المتوجِّعة بين ميول نفسها وقيود جسدها هي كالأُمَّة المتعذّبة بين حكامها وكهانها؟ أوليست العواطف الخفية التي تذهب بالصبيّة الجميلة إلى ظلمة القبر هي كالعواصف الشديدة التي تغمر حياة الشعوب بالتراب؟ إن المرأة من الأمة بمنزلة الشعاع من السراج، وهل يكون شعاع السراج ضئيلًا إذا لم يكن زيته شحيحًا؟

•*•*•*•

مضت أيام الخريف وعرّت الرياح الأشجار متلاعبة بأوراقها الصفراء مثلما تداعب الأنواء زبد البحر، وجاء الشتاء باكيًا منتحبًا وأنا في بيروت ولا رفيق لي سوى أحلام تتصاعد بنفسي تارة فتبلغها الكواكب، وتنخفض بقلبي طورًا فتلحده بجوف الأرض.

إن النفس الكئيبة تجد راحة بالعزلة والانفراد فتهجر