صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/92

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٨٦-

يسير مختبئًا بستائر الليل، أما منصور بك فكان محتالًا يمشي بشجاعة في نور النهار.

كذا تَبيد الشعوب بين اللصوص والمحتالين مثلما تفنى القطعان بين أنياب الذئاب وقواطع الجزّارين، وهكذا تستسلم الأمم إلى ذوي النفوس المعوجّة والأخلاق الفاسدة، فتتراجع إلى الوراء ثم تهبط إلى الحضيض، فيمر الدّهر ويسحقها بأقدامه مثلما تسحق مطارق الحديد آنية الفخّار.

وماذا يا ترى يجعلني الآن أشغل هذه الصفحات بالكلام عن أمم بائسة يائسة، وأنا قد خصصتها لتدوين حكاية امرأة تاعسة وتصوير خيالات قلب وجيع لم يلمسه الحب بأفراحه حتى صفعه بأحزانه؟! لماذا تراود الدموع أجفاني لذكر شعوب خاملة ومظلومة، وأنا قد وقفت دموعي على ذكرى أيام امرأة ضعيفة لم تعانق الحياة حتى احتضنها