صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/9

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٣-

كالمرآة أمام هذه الأشباح... حوّاء الأولى أخرجت آدم من الفردوس بإرادتها وانقياده، أما سلمى كرامة فأدخلتْني إلى جنة الحب والطهر بحلاوتها واستعدادي، ولكن ما أصاب الإنسان الأوّل قد أصابني، والسيف الناريّ الذي طرده من الفردوس هو كالسيف الذي أخافني بلمعان حدِّه، وأبعدني كرهًا عن جنة المحبة قبل أن أخالف وصيةً، وقبل أن أذوق طعم ثمار الخير والشر.

واليوم، وقد مرت الأعوام المظلمة طامسة بأقدامها رسوم تلك الأيّام، لم يبقَ لي من ذلك الحلم الجميل سوى تذكارات موجعة ترفرف كالأجنحة غير المنظورة حول رأسي، مثيرة تنهدات الأسى في أعماق صدري، مستقطرة دموع اليأس والأسف من أجفاني … وسلمى- سلمى الجميلة العذبة، قد ذهبت إلى ما وراء الشفق الأزرق، ولم يبقَ من آثارها في هذا العالم سوى غصّات أليمة في قلبي، وقبر رخامي