صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/8

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٢-

بحلاوتها؟ من منَّا لا يذوب حنينًا إلى تلك الساعة الغريبة التي إذا انتبه فيها فجأة رأى كُلِّيَّتَه قد انقلبت وتحولت، وأعماقه قد اتّسعت وانبسطت وتبطَّنت بانفعالات لذيذة بكل ما فيها من مرارة الكِتْمان، مستحبة بكل ما يكتنفها من الدموع والشوق والسُّهاد

لكل فتى سلمى تظهر على حين غفلة في ربيع حياته، وتجعل لانفراده معنًى شعريًّا، وتُبدّل وحشة أيامه بالأنس، وسكينةَ لياليه بالأنغام

كنت حائرًا بين تأثيرات الطبيعة وموحيات الكتب والأسفار عندما سمعت الحبَّ يهمس بشفتي سلمى في آذان نفسي، وكانت حياتي خالية مُقْفِرة باردة شبيهة بسبات آدم في الفردوس عندما رأيت سلمى منتصبة أمامي كعمود النور. فسلمى كرامة هي حواء هذا القلب المملوء بالأسرار والعجائب، وهي التي أفهمته كُنْهَ هذا الوجود، وأوقفته