صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/10

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٤-

منتصب في ظلال أشجار السرو. فذلك القبر وهذا القلب هما كل ما بقي ليحدِّث الوجود عن سلمى كرامة، غير أن السكينة التي تخفر القبور لا تفشي ذلك السر المَصُون الذي أخفته الآلهة في ظلمات التابوت، والأغصان التي امتصّت عناصر الجسد لا تبيح بحفيفها مكنونات الحفرة. أما غصّات هذا القلب وأوجاعه فهي التي تتكلم وهي التي تنسكب الآن مع قطرات الحبر السوداء معلنة للنور أشباح تلك المأساة التي مثَّلها الحب والجمال والموت

فيا أصدقاء شبيبتي المنتشرين في بيروت، إذا مررتم بتلك المقبرة القريبة من غابة الصنوبر فادخلوها صامتين، وسيروا ببطء كيلا تزعج أقدامُكم رفات الراقدين تحت أطباق الثرى، وقفوا متهيِّبين بجانب قبر سلمى وحيُّوا عني التراب الذي ضم جثمانها. ثم اذكروني بتنهدة قائلين في نفوسكم: ههنا دُفنت آمال ذلك الفتى الذي نفتْه صروف الدهر إلى ما