صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/85

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٧٩-

ولما أخذتُ يد سلمى ووضعتها على شفتي متبركًا دَنَتْ مني ولثمت مفرق شعري، ثم عادت فارتمت على المقعد الخشبي وأطبقت أجفانها وهمست ببطء «أشفق يا رب وشدد جميع الأجنحة المتكسرة»

انفصلت عن سلمى وخرجت من تلك الحديقة شاعرًا بنقاب كثيف يوشي مداركي الحسية، مثلما يغمر الضباب وجه البحيرة، وسرت وأخيلة الأشجار القائمة على جانبي الطريق تتحرك أمامي كأنها أشباح قد انبثقت من شقوق الأرض لتخيفني، وأشعة القمر الضعيفة ترتعش بين الغصون كأنها سهام دقيقة تريشها أرواح الجان السابحة في الفضاء نحو صدري، والسكينة العميقة تخيم عليّ كأنها أكف سوداء ثقيلة ألقتها الظلمة على جسدي.

كل ما في الوجود وكل معنى في الحياة وكل سر في النفس قد صار قبيحًا رهيبًا هائلًا، فالنور المعنوي الذي أراني جمال العالم