صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/75

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٦٩-

أريدك أن تذكرني مثلما يذكر المسافر حوض ماء هادئ رأى فيه خيال وجهه قبل أن يشرب من مائه، وأريدك أن تذكرني مثلما تذكر الأم جنينًا مات في أحشائها قبل أن يرى النور، وأريدك أن تفكّر بي مثلما يفكّر الملك الرؤوف بسجين مات قبل أن يبلغه عفوه، أريدك أن تكون لي أخًا وصديقًا ورفيقًا، أريدك أن تزور والدي في وحدته وتعزّيه في انفراده؛ لأنني عما قريب سأتركه وأصير غريبة عنه.

فأجبتها: سأفعل كل ذلك يا سلمى، سوف أجعل روحي غلافًا لروحك، وقلبي بيتًا لجمالك، وصدري قبرًا لأحزانك. سوف أحبك يا سلمى محبة الحقول للربيع. سوف أحيا بك حياة الأزاهر بحرارة الشمس. سوف أترنم باسمك مثلما يترنّم الوادي بصدى رنين الأجراس المتمايلة فوق كنائس القرى. سوف أُصغي لأحاديث نفسك مثلما