صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/76

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٧٠-

تُصغي الشواطئ لحكاية الأمواج … سأذكرك يا سلمى مثلما يذكر الغريب المستوْحش وطنه المحبوب، والفقير الجائع مائدة الطعام الشهية، والملك المخلوع أيام عزه ومجده، والأسير الكئيب ساعات الحرية والطمأنينة. سوف أفكر بك مثلما يفكر الزارع بأغمار السنابل وغلة البيادر، والراعي الصالح بالمروج الخضراء والمناهل العذبة»

كنت أتكلم وسلمى تنظر إلى أعماق الليل وتتأوّه بين الآونة والأخرى، ونبضات قلبها تتسارع وتتماهل كأنها أمواج بحر بين صعود وهبوط. ثم قالت «غدًا تصير الحقيقة خيالًا واليقظة حلمًا، فهل يكتفي المشتاق بعناق الخيال ويرتوي الظمآن من جداول الأحلام؟»

فأجبتها قائلًا: غدًا يسير بك القدر إلى أحضان العائلة المملوءة بالراحة والهدوء، ويسير بي إلى ساحة العالم حيث الجهاد والقتال. أنتِ إلى منزل رجل يسعد بجمالكِ