صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/70

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٦٤-

فأجبتها وقد تخيلت القنوط شبحًا مظلمًا قابضًا على عنق حبنا ليميته في طفوليته «سيظل هذا الطائر حائمًا مرفرفًا فوق الينبوع حتى يضنيه العطش فيرديه، أو يقبض عليه الثعبان المخيف فيمزِّقه ويلتهمه»

فقالت متأثرة وصوتها يرتجف كالأوتار الفضية: لا، لا يا صديقي، فليبقَ هذا الطائر حيًّا، ليبقَ هذا البلبل مغردًا حتى المساء، حتى ينتهي الربيع، حتى ينتهي العالم، حتى تنتهي الدهور. لا تخرسْه؛ لأن صوته يُحييني، ولا تُوقف جناحيه؛ لأن حفيفهما يزيل الضباب عن قلبي.

فهمست متنهدًا: الظمأ يقتله يا سلمى والخوف يميته.

فأجابت والكلام يتدفق بسرعة من بين شفتيها المرتعشتين: إن ظمأ الروح أعذب من ارتواء المادة، وخوف النفس أحب من طمأنينة الجسد … ولكن اسمع يا حبيبي، اسمعني جيدًا، أنا واقفة الآن في باب حياة جديدة لا