صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/71

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٦٥-

أعرف عنها شيئًا. أنا مثل عمياء تتلمس بيدها الجدران مخافة السقوط. أنا جارية أنزلني مال والدي إلى ساحة النخّاسين فابتاعني رجل من بين الرجال. أنا لا أحب هذا الرجل لأنني أجهله، وأنت تعلم أن المحبة والجهالة لا تلتقيان، ولكنني سوف أتعلم محبته، سوف أطيعه وأخدمه وأجعله سعيدًا، سوف أهبه كل ما تقدر المرأة الضعيفة أن تهب الرجل القوي. أما أنت فلم تزل في ربيع العمر، أمامك الحياة طريقًا واسعة مفروشة بالأزهار والرياحين، سوف تخرج إلى ساحة العالم حاملًا قلبك مشعلًا متّقدًا، سوف تفكر بحرية، وبحرية تتكلم وتفعل، سوف تكتب اسمك على وجه الحياة لأنك رجل، سوف تعيش سيدًا لأن فاقة والدك لا تجعلك عبدًا، وأمواله لا تنزل بك إلى سوق النخّاسين حيث تباع البنات وتُشرَى، سوف تقترن بالصبيّة التي تختارها لنفسك من بين الصبايا، فتُسكنها صدرك قبل أن تُسكنها