صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/69

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٦٣-

سيكون رفيقًا لي حتى القبر. قد ذهب الرجل الذي اختارته السماء سببًا لوجودي ليلتقي الرجل الذي انتقته الأرض سيدًا على أيامي الآتية. ففي قلب هذه المدينة يجتمع الآن الشيخ الذي رافق شبيبتي بالشاب الذي سيرافق ما بقي لي من السنين، وفي هذه الليلة يتفق الوالد والخطيب على يوم القِران الذي سيكون قريبًا مهما جعلاه بعيدًا، فما أغرب هذه الساعة وما أشدَّ تأثيرها... في مثل هذه الليلة من الأسبوع الغابر. وفي ظلال هذه الياسمينة قد عانق الحب روحي لأول مرة، بينما كان القدر يخط أول كلمة من حكاية مستقبلي في دار المطران بولس غالب. وفي هذه الساعة وقد جلس والدي وخطيبي ليضفرا إكليل زواجي، أراك جالسًا بجانبي وأشعر بنفسك متموجة حولي، كطائر ظامئ يحوم مرفرفًا فوق ينبوع ماء يخفره ثعبان جائع مخيف، فما أعظم هذه الليلة وما أعمق أسرارها.