صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/67

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٦١-

وذبلت وتبرقعت بنقاب القنوط، رأيت الشفتين اللتين كانتا كزهرة أقاح تسيل عليهما الحلاوة قد يبستا وصارتا كوردتين مرتجفتين أبقاهما الخريف على طرف الغصن، رأيت العنق الذي كان مرفوعًا كعمود العاج قد انحنى إلى الأمام كأنه لم يعد قادرًا على حمل ما يجول في تلافيف الرأس.

رأيت هذه الانقلابات الموجعة في ملامح سلمى، رأيتها جميعها، ولكنها لم تكن في نظري إلا كسحابة رقيقة توشّح القمر فتزيد منظره حسنًا وهيبة. إن الملامح التي تُبيح أسرار الذات المعنوية تكسب الوجه جمالًا وملاحة مهما كانت تلك الأسرار موجعة وأليمة، أما الوجوه التي لا تتكلم بصمتها عن غوامض النفس وخفاياها فلا تكون جميلة مهما كانت متناسقة الخطوط متناسبة الأعضاء. إن الكؤوس لا تستميل شفاهنا حتى يشفّ بلورها عن لون