صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/66

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٦٠-

عميقة، ثم عادت ونظرت إلى الشفق البعيد حيث تعبث أوائل الليل بأواخر النهار. وبعد هنيهة مملوءة بتلك السكينة السحرية التي تضم نفوسنا إلى مواكب الأرواح غير المنظورة، حولت سلمى وجهها نحوي، وأخذت يدي بيد مرتعشة باردة، وبصوت يشابه تأوُّه جائع لا يقوى على الكلام قالت: انظر إلى وجهي يا صديقي، انظر إلى وجهي جيدًا وتأمله طويلًا واقرأ فيه كل ما تريد أن تفهمه مني بالكلام … انظر إلى وجهي يا حبيبي … انظر جيدًا يا أخي.

فنظرتُ إلى وجهها، نظرت طويلًا، فرأيت تلك الأجفان التي كانت منذ أيام قليلة تبتسم كالشفاه وتتحرك كأجنحة الشحرور قد غارت وجمدت واكتحلت بخيالات التوجُّع والألم، رأيت تلك البشرة التي كانت بالأمس ثنايا الزنبقة البيضاء الفرحة بقبلات الشمس، قد اصفرَّت