صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/62

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٥٦-

خشونته وطمعه وانحطاط أخلاقه، ولكن أي مسيحي يقدر أن يقاوم أسقفًا في سوريا ويبقى محسوبًا بين المؤمنين؟ أي رجل يخرج عن طاعة رئيس دينه في الشرق ويظل كريمًا بين الناس؟ أتعاند العين سهمًا ولا تُفقأ؟ أو تناضل اليد سيفًا ولا تُقطع؟ وهب أن ذلك الشيخ كان قادرًا على مخالفة المطران بولس والوقوف أمام مطامعه، فهل تكون سمعة ابنته في مأمن من الظنون والتآويل؟ وهل يظل اسمها نقيًّا من أوساخ الشفاه والألسنة؟ أَوَ ليست جميع العناقيد العالية حامضة في شرع بنات آوى؟

هكذا قبض القدر على سلمى كرامة، وقادها عبْدة ذليلة في موكب النساء الشرقيات التاعسات، وهكذا سقطت تلك الروح النبيلة بالحبائل، بينما كانت تسبح لأول مرة على أجنحة الحب البيضاء في فضاء تملأه أشعة القمر وتعطّره رائحة الأزاهر.