صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/61

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٥٥-

المسيحي والإمام المسلم والكاهن البرهمي، كأفاعي البحر التي تقبض على الفريسة بمقابض كثيرة وتمتصّ دماءها بأفواه عديدة.

عندما طلب المطران بولس يد سلمى من والدها لم يجبه ذلك الشيخ بغير السكوت العميق والدموع السخينة، وأي والد لا يشق عليه فراق ابنته حتى ولو كانت ذاهبة إلى بيت جاره أو إلى قصر ملك؟ أي رجل لا ترتعش أعماق نفسه بالغصّات عندما يفصله ناموس الطبيعة عن الابنة التي لاعبها طفلة وهذّبها صبية ورافقها امرأة؟ إن كآبة الوالدين لزواج الابنة تضارع فرحهما بزواج الابن، لأن هذا يكسب العائلة عضوًا جديدًا، أما ذاك فيسلبها عضوًا قديمًا عزيزًا. أجاب الشيخ طلب المطران مضطرًّا، وانحنى أمام مشيئته قهرًا عما في نفسه من الممانعة، وكان قد اجتمع بابن أخيه منصور بك وسمع الناس يتحدثون عنه، فعرف