صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/63

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٥٧-

إن أموال الآباء تكون في أكثر المواطن مجلبة لشقاء البنين؛ تلك الخزائن الواسعة التي يملأها نشاط الوالد وحرص الأم تنقلب حبوسًا ضيقة مظلمة لنفوس الورثة. ذلك الإله العظيم الذي يعبده الناس بشكل الدينار ينقلب شيطانًا مخيفًا يعذب النفوس ويميت القلوب. وسلمى كرامة هي كالكثيرات من بنات جنسها اللواتي يذهبن ضحية ثروة الوالد وأماني العريس. فلو لم يكن فارس كرامة رجلًا غنيًّا لكانت سلمى اليوم حية تفرح مثلنا بنور الشمس.

مَرّ أسبوع وحب سلمى يجالسني في المساء منشدًا على مسمعي أغاني السعادة، وينبهني عند الفجر ليريني معاني الحياة وأسرار الكيان. حُبٌّ علوي لا يعرف الحسد لأنه غني، ولا يوجع الجسد لأنه في داخل الروح. ميل قوي يغمر النفس بالقناعة، مجاعة عميقة تملأ القلب بالاكتفاء، عاطفة تولِّد الشوق ولكنها لا تثيره، فتون جعلني أرى الأرض