صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/60

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٥٤-

يخابره بأمور الأرامل والأيتام، بل أحضره بمركبته الخصوصية الفخمة ليطلب منه ابنته سلمى عروسًا لابن أخيه منصور بك غالب.

كان فارس كرامة رجلًا غنيًّا، ولم يكن له وارث سوى ابنته سلمى، وقد اختارها المطران زوجة لابن أخيه، لا لجمال وجهها ونبالة روحها، بل لأنها غنية موسرة، تكفل بأموالها الطائلة مستقبل منصور بك، وتساعده بأملاكها الواسعة على إيجاد مقام رفيع بين الخاصّة والأشراف.

إن رؤساء الدين في الشرق لا يكتفون بما يحصلون عليه أنفسهم من المجد والسؤدد، بل يفعلون كل ما في وسعهم ليجعلوا أنسباءهم في مقدمة الشعب ومن المستبدِّين به والمستدرّين قواه وأمواله. إن مجد الأمير ينتقل بالإرث إلى ابنه البكر بعد موته، أما مجد الرئيس الديني فينتقل بالعدوى إلى الإخوة وأبناء الإخوة في حياته. وهكذا يصبح الأسقف