صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/57

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٥١-

مسمعي أخبار الحياة التي لم تعد تحسبني من أبنائها، أليس كذلك؟ ألا تزورني عندما تذهب سلمى وأصبح وحيدًا منفردًا في هذا المنزل البعيد عن المنازل؟»

لفظ الكلمات الأخيرة بصوت منخفض متقطِّع، ولما أخذت يده وهززتها صامتًا أحسست بقطرات من الدموع السخينة قد تساقطت على يدي من جفانه، فارتعشت نفسي في داخلي، وشعرت نحوه بعاطفة بنويّة عذبة محزنة تتمايل بين ضلوعي، وتتصاعد كاللّهاث إلى شفتي، ثم تعود كالغصّات إلى أعماق قلبي. ولما رفعت رأسي ورَأَى أن دموعه قد استدرت الدموع من أجفاني انحنى قليلًا ولمس بشفتيه المرتجفتين أعلى جبهتي، ثم قال محولًا وجهه نحو باب المنزل «مساء الخير ... مساء الخير يا ابني»

إن دمعة واحدة تتلمع على وجنة شيخ متجعدة لهي أشد تأثيرًا في النفس من كل ما تهرقه أجفان الفتيان.