صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/58

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٥٢-

إن دموع الشباب الغزيرة هي مما يفيض من جوانب القلوب المترعة، أما دموع الشيوخ، فهي من فضلات العمر تنسكب من الأحداق، هي بقية الحياة في الأجساد الواهنة. الدموع في أجفان الشبيبة كقطرات الندى على أوراق الوردة، أما الدموع على وجنة الشيخوخة فأشبه بأوراق الخريف المصفرة التي تنثرها الرياح وتذريها عندما يقترب شتاء الحياة.

واختفى فارس كرامة وراء مصراعي الباب، وخرجت أنا من تلك الحديقة وصوت سلمى يتموّج في أذنيّ، وجمالها يسير كالخيال أمام عيني، ودموع والدها تجفّ ببطء على يديّ. خرجت من ذلك المكان خروج آدم من الفردوس، ولكن حواء هذا القلب لم تكن بجانبي لتجعل العالم كله فردوسًا. خرجت شاعرًا بأن تلك الليلة التي وُلدت فيها ثانية هي الليلة التي لمحت فيها وجه الموت لأول مرة.

كذا تُحيي الشمس الحقول بحرارتها، وبحرارتها تُميتها.