صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/55

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٤٩-

سمعت سلمى هذه الكلمات فتغيرتْ ملامحها وجمدت عيناها، كأنها رأت شبح الموت منتصبًا أمامها، ثم شهقت وتململت متوجِّعة كعصفور رماه الصياد فهبط على الحضيض مرتجفًا بآلامه، وبصوت تقطعه الغصّات العميقة صرخت قائلة « ماذا تقول؟ ماذا تعني؟ إلى أين تريد أن تبعث بي؟»

ثم شخصت به كأنها تريد أن تزيل بنظراتها الغلاف عن مخبآت صدره، وبعد دقيقة مثقلة بعوامل ذلك السكون الشبيه بصراخ القبور قالت متأوِّهة «قد فهمت الآن ... قد عرفت كل شيء ...إن المطران قد فرغ من حَبْكِ قضبان القفص الذي أعدّه لهذا الطائر المكسور الجناحين، فهل هذه هي إرادتك يا والدي؟»

فلم يجبها بغير التنهُّدات العميقة، ثم أدخلها الدار وأشعة الحنو تنسكب من ملامحه المضطربة، فبقيت أنا واقفًا بين