صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/49

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٤٣-

فنظرتُ إلى عينيها المنيرتين، ومثل أخرس فاجأ النطق شفتيه؛ أجبتها قائلًا « ألم تسمعيني متكلمًا مذ جئت إلى هذا المكان؟ أو لم تسمعي كل ما قلته مذ خرجنا إلى هذه الحديقة؟ إن نفسك التي تسمع همس الأزهار وأغاني السكينة تستطيع أن تسمع صراخ روحي وضجيج قلبي»

فحجبت وجهها بيديها ثم قالت بصوت متقطع «قد سمعتك … نعم سمعتك. سمعت صوتًا صارخًا خارجًا من أحشاء الليل وضجة هائلة منبثقة من قلب النهار»

فقلت بسرعة وقد نسيت ماضي حياتي ونسيت كياني ونسيت كل شيء، ولم أعد أعرف سوى سلمى ولا أشعر بغير وجودها «وأنا قد سمعتك يا سلمى؛ سمعت نغمة عظيمة محيية جارحة تتموج لها دقائق الفضاء، وتهتزّ بارتعاشها أسس الأرض»

فأغمضت سلمى أجفانها وظهر على شفتيها القرمزيتين