صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/50

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٤٤-

خيال ابتسامة محزنة، ثم همست قائلة « قد عرفت الآن بأنه يوجد شيء أعلى من السماء، وأعمق من البحر، وأقوى من الحياة والموت والزمن. وقد عرفت الآن ما لم أكن أعرفه بالأمس ولا أحلم به»

منذ تلك الدقيقة صارت سلمى كرامة أعزَّ من الصديق وأقرب من الأخت وأحب من الحبيبة، صارت فكرًا ساميًا يتبع عاقلتي، وعاطفة رقيقة تكتنف قلبي، وحلمًا جميلًا يجاور نفسي.

ما أجهل الناس الذين يتوهَّمون أن المحبة تتولد بالمعاشرة الطويلة والمرافقة المستمرة. إن المحبة الحقيقية هي ابنة التفاهم الروحي، وإن لم يتم هذا التفاهم بلحظة واحدة لا يتم بعام ولا بجيل كامل.

ورفعت سلمى رأسها ونظرت نحو الأفق البعيد حيث تلتقي خطوط صنين بأذيال الفضاء، ثم قالت: لقد كنتَ