صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/48

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٤٢-

عدن بسقوط آدم وحواء، هو لفظة شعرية لا اسم جبل — لفظة ترمز عن عاطفة في النفس وتستحضر إلى الفكر رسوم غابات من الأَرز يفوح منها العطر والبخور، وأبراج من النحاس والرخام تتعالى بالمجد والعظمة، وأسراب من الغزلان تتهادى بين الطلول والأودية. وأنا قد رأيت لبنان في تلك الليلة مثل فكر شعري خيالي منتصب كالحلم بين اليقظة واليقظة. كذا تتغير الأشياء أمام أعيننا بتغيُّر عواطفنا، وهكذا نتوهم الأشياء متَّشِحة بالسحر والجمال عندما لا يكون السحر والجمال إلا في نفوسنا.

والتفتت إليّ سلمى وقد غمر نور القمر وجهها وعنقها ومعصميها، فبانت كتمثال من العاج نحتته أصابع متعبد لعشتروت ربة الحسن والمحبة« لماذا لا تتكلم؟ لماذا لا تحدثني عن ماضي حياتك؟»