صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/42

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٣٦-

فارس كرامة قائلًا « قد بعثني سيادة المطران بمركبته الخصوصية لأطلب إليك أن تتكرم بالذهاب إليه، فهو يريد أن يباحثك بأمور ذات أهمية»

فانتصب الشيخ، وقد تغيَّرت ملامحه وانحجبت بشاشة وجهه وراء نقاب من التأمل والتفكير، ثم اقترب مني وقال بصوت تساوره الرقة والحلاوة«أرجو أن أعود وألقاك ههنا؛ فسلمى ستجد بك مؤنسًا يبعد بأحاديثه وحشة الليل، ويزيل بأنغام نفسه تأثير الوحدة والانفراد» ثم التفت نحو ابنته وزاد مبتسمًا «أليس كذلك يا سلمى؟»

فحنت الصبية رأسها وقد تورَّدت وجنتاها قليلًا، وبصوت يضارع نغمة الناي رقة قالت «سوف أجهد النفس لكي أجعل ضيفنا مسرورًا يا والدي»


وخرج الشيخ مصحوبًا بخادم المطران، وظلت سلمى واقفة تنظر من النافذة نحو الطريق حتى اختفت المركبة