صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/43

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٣٧-

عن بصرها وراء ستائر الظلام، واضمحلّ ارتجاج الدواليب بتباعد المسافة، وتشرب السكون حرتقة سنابك الخيل، ثم جلست قبالتي على مقعد مُوَشّى بنسيج من الحرير الأخضر، فبانت بأثوابها الناصعة كزنبقة لَوَتْ قامتها نسمات الصباح على بساط من الأعشاب.

كذا شاءت السماء، فخلوتُ بسلمى ليلًا في منزل منفرد تخفره الأشجار، وتغمره السكينة، وتسير في جوانبه أخيلة الحب والطهر والجمال.

ومرت دقائق، وكلانا صامت حائر مفكر يترقب الآخر ليبدأ بالكلام. ولكن هل هو الكلام الذي يحدث التفاهم بين الأرواح المتحابّة؟ هل هي الأصوات والمقاطع الخارجة من الشفاه والألسنة التي تقرب بين القلوب والعقول؟ أفلا يوجد شيء أسمى مما تلده الأفواه وأطهر مما تهتز به أوتار الحناجر؟ أليست هي السكينة التي تحمل