صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/41

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٣٥-

جناحيه ليطير سابحًا في فضاء المحبة والمعرفة، ولكنه لا يستطيع النهوض لضعفه. ثلاثة جالسون حول مائدة أنيقة في منزل منفرد عن المدينة، تخيِّم عليه سكينة الدجى وتحدق إليه عيون السماء، ثلاثة يأكلون ويشربون وفي أعماق صحونهم وكؤوسهم قد أخفى القدَرُ المرارةَ والأشواكَ

ولم ننتهِ من العشاء حتى دخلت علينا إحدى الخادمات وخاطبت فارس كرامة قائلة « في الباب رجل يطلب مقابلتك يا سيدي»

فسألها «من هو هذا الرجل» فأجابت «أظنه خادم المطران يا سيدي». فسكت دقيقة وحدَّق إلى عيني ابنته نظير نبي ينظر إلى وجه السماء ليرى ما تخبئه من الأسرار، ثم التفت نحو الخادمة وقال «دعيه يدخل»

فعادت الخادمة، وبعد هنيهة ظهر رجل بأثواب مزركشة وشارب معقوف الطرفين، فسلَّم منحنيًا وخاطب