صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/38

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٣٢-
٦
العاصفة

وبعد أيام دعاني فارس كرامة إلى تناول العشاء في منزله، فذهبتُ ونفسي جائعة إلى ذلك الخبز العلوي الذي وضعته السماء بين يديْ سلمى، ذلك الخبز الروحي الذي نلتهمه بأفواه أفئدتنا فنزداد جوعًا، ذلك الخبز السحري الذي ذاق طعمَه قيسٌ العربي ودانتي الطلياني وسافو اليونانية، فالتهبت أحشاؤهم وذابت قلوبهم، ذلك الخبز الذي عجنتْه الآلهة بحلاوة القُبَل ومرارة الدموع، وأعدته مأكلًا للنفوس الحساسة المستيقظة لتفرحها بطعمه وتعذبها بتأثيره.

ولما بلغت المنزل وجدت سلمى جالسة على مقعد خشبي في زاوية من الحديقة، وقد أسندت رأسها إلى عمد