صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/37

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٣١-

وقد أوجدت الكآبة بين روحي وروح سلمى صلة المشابهة، فكان كلانا يرى في وجه الثاني ما يشعر به قلبه، ويسمع بصوته صدى مخبَّآت صدره، فكأن الآلهة قد جعلت كل واحد منا نصفًا للآخر يلتصق به بالطهر فيصير إنسانًا كاملًا، وينفصل عنه فيشعر بنقص موجع في روحه.

إن النفس الحزينة المتألمة تجد راحة بانضمامها إلى نفس أخرى تماثلها بالشعور وتشاركها بالإحساس، مثلما يستأنس الغريب بالغريب في أرض بعيدة عن وطنهما، فالقلوب التي تدنيها أوجاع الكآبة بعضها من بعض لا تفرِّقها بهجة الأفراح وبهرجتها. فرابطة الحزن أقوى في النفوس من روابط الغبطة والسرور. والحب الذي تغسله العيون بدموعها يظل طاهرًا وجميلًا وخالدًا.