صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/33

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-'٢٧-
٥
الشعلة البيضاء


وانقضى نيسان وأنا أزور منزل فارس كرامة وألتقي سلمى وأجلس قبالتها في تلك الحديقة متأملًا محاسنها، معجبًا بمواهبها، مصغيًا لسكينة كآبتها، شاعرًا بوجود أيدٍ خفية تجتذبني إليها. فكل زيارة كانت تبين لي معنًى جديدًا من معاني جمالها وسرًّا علويًّا من أسرار روحها حتى أصبحت أمام عينيّ كتابًا أقرأ سطوره وأستظهر آياته وأترنَّم بنغمته، ولا أستطيع الوصول إلى نهايته.

إن المرأة التي تمنحها الآلهة جمال النفس مشفوعًا بجمال الجسد هي حقيقة ظاهرة غامضة نفهمها بالمحبة ونلمسها بالطهر، وعندما نحاول وصفها بالكلام تختفي عن بصائرنا وراء ضباب الحيرة والالتباس.

وسلمى كرامة كانت جميلة النفس والجسد