صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/32

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٢٦-

إلى هذا المنزل يجب أن تأتي إليه شاعرًا بالثقة التي تقودك إلى بيت أبيك، وأن تحسبني وسلمى كوالد وأخت لك، أليس كذلك يا سلمى؟

فأحنت سلمى رأسها إيجابًا ثم نظرت إليّ نظرة غريب ضائع وجد رفيقًا يعرفه.

إن تلك الكلمات التي قالها لي فارس كرامة هي النغمة الأولى التي أوقفتني بجانب ابنته أمام عرش المحبة، هي استهلال الأغنية السماوية التي انتهت بالندب والرثاء، هي القوة التي شجعت روحينا فاقتربنا من النور والنار، هي الإناء الذي شربنا فيه الكوثر والعلقم.

وخرجت فشيعني الشيخ إلى أطراف الحديقة، فودعتهما وقلبي يخفق في داخلي مثلما ترتعش شفتا العطشان بملامسة حافة الكأس.