صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/31

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٢٥-

وتلك الرقة التي فتحت عيني لتريني أفراح الحب وأحزانه؟ لا أدري، ولكنني أعلم أنني شعرت بعاطفة لم أشعر بها قبل تلك الساعة، عاطفة جديدة تمايلت حول قلبي بهدوء يشابه رفرفة الروح على وجه القمر قبل أن تبتدئ الدهور. ومن تلك العاطفة قد تولدت سعادتي وتعاستي مثلما ظهرت وتناسخت الكائنات بإرادة ذلك الروح.

هكذا انقضت تلك الساعة التي جمعتني بسلمى لأول مرة، وهكذا شاءت السماء وأعتقتني على حين غفلة من عبودية الحيرة والحداثة لتسيرني حرًّا في موكب المحبة، فالمحبة هي الحرية الوحيدة في هذا العالم؛ لأنها ترفع النفس إلى مقام سامٍ لا تبلغه شرائع البشر وتقاليدهم، ولا تسوده نواميس الطبيعة وأحكامها.

ولما وقفتُ للانصراف اقترب مني فارس كرامة، وقال بصوت تعانقه رنة الإخلاص: الآن وقد عرفت الطريق