صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/28

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٢٢-

حدثني والدي عن أبيك معيدًا على مسمعي حكايات شبابهما، فإن كان والدك قد أسمعك تلك الوقائع فلا يكون هذا اللقاء هو الأولَ بيننا»

فسُرَّ الشيخ بكلمات ابنته وانبسطت ملامحه ثم قال «إن سلمى روحية الميول والمذاهب، فهي ترى جميع الأشياء سابحة في عالم النفس »

وهكذا عاد فارس كرامة إلى محادثتي باهتمام كلي ورِقّة متناهية، كأنه وجد فيّ سرًّا سحريًّا يرجعه على أجنحة الذكرى إلى ربيع أيامه الغابرة.

كان ذلك الشيخ يحدِّق بي مسترجعًا أشباح شبابه وأنا أتأمله حالمًا بمستقبلي. كان ينظر إليّ مثلما تخيِّم أغصان الشجرة العالية المملوءة بمآتي الفصول فوق غرسة صغيرة مفعمة بعزم هاجع وحياة عمياء. شجرة مسنّة راسخة الأعراق قد اختبرت صيف العمر وشتاءه، ووقفت أمام عواصف