صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/27

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٢١-

في تلك الدقيقة ظهرت من بين ستائر الباب المخملية صبية ترتدي أثوابًا من الحرير الأبيض الناعم، ومشت نحوي ببطء، فوقفت ووقف الشيخ قائلًا «هذه ابنتي سلمى» وبعد أن لفظ اسمي شفعه بقوله: إن ذاك الصديق القديم الذي حجبته عني الأيام قد عادت فأبانته لي بشخص ابنه، فأنا أراه الآن ولا أراه. فتقدمت الصبية إليَّ وحدَّقت إلى عينيَّ، كأنها تريد أن تستنطقهما عن حقيقة أمري، وتعلم منهما أسباب مجيئي إلى ذلك المكان، ثم أخذت يدي بيد تضارع زنبقة الحقل بياضًا ونعومة، فأحسست عند ملامسة الأكف بعاطفة غريبة جديدة أشبه شيء بالفكر الشعري عند ابتداء تكوينه في مخيِّلة الكاتب.

جلسنا جميعًا ساكتين كأن سلمى قد أدخلت معها إلى تلك الغرفة روحًا علوية توعز الصمت والتهيب، وكأنها شعرت بذلك فالتفتت نحوي وقالت مبتسمة كثيرًا ما