صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/23

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-١٧-

2

هو رئيس دين في بلاد الأديان والمذاهب، تخافه الأرواح والأجساد وتخرّ لديه ساجدة مثلما تنحني رقاب الأنعام أمام الجزار. ولهذا المطران ابن أخ تتصارع في نفسه عناصر المفاسد والمكاره مثلما تتقلب العقارب والأفاعي على جوانب الكهوف والمستنقعات. وليس بعيدًا اليوم الذي ينتصب فيه المطران بملابسه الحبرية جاعلًا ابن أخيه عن يمينه وابنة فارس كرامة عن شماله، رافعًا بيده الأثيمة إكليل الزواج فوق رأسيهما، مقيدًا بسلاسل التكهين والتعزيم جسدًا طاهرًا بجيفة منتنة، جامعًا في قبضة الشريعة الفاسدة روحًا سماوية بذات ترابية، واضعًا قلب النهار في صدر الليل.. هذا كل ما أستطيع أن أقوله لك الآن عن فارس كرامة وابنته، فلا تسلني أكثر من ذلك لأن ذكر المصيبة يدنيها مثلما يُقرِّب الموت الخوف من الموت»

وحوَّل صديقي وجهه ونظر من النافذة إلى الفضاء