صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/22

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-١٦-

التي تنقذهم من مكر الناس وخبثهم … ولفارس كرامة ابنة وحيدة تسكن معه منزلًا فخمًا في ضاحية المدينة، وهي تشابهه بالأخلاق، وليس بين النساء من يماثلها جمالًا، وهي أيضًا ستكون تاعسة؛ لأن ثروة والدها الطائلة توقفها الآن على شفير هاوية مظلمة مخيفة»

لفظ صديقي الكلمات الأخيرة، وظهرت على محياه لوائح الغم والأسف، ثم زاد قائلًا « فارس كرامة شيخ شريف القلب كريم الصفات، ولكنه ضعيف الإرادة يقوده رياء الناس كالأعمى وتوقفه مطامعهم كالأخرس. أما ابنته فتخضع ممتثلة لإرادته الواهنة على رغم كل ما في روحها الكبيرة من القوى والمواهب، وهذا هو السر الكامن وراء حياة الوالد وابنته. وقد فهم هذا السر رجل يأتلف في شخصه الطمع بالرياء والخبث بالدهاء، وهذا الرجل هو مطران، تسير قبائحه بظل الإنجيل فتظهر للناس كالفضائل.